Surah Al Mulk Tafseer
Tafseer of Al-Mulk : 22
Saheeh International
Then is one who walks fallen on his face better guided or one who walks erect on a straight path?
Waseet Tafseer
Tafseer 'Waseet Tafseer' (AR)
ثم ضرب - سبحانه - مثلا لأهل الإِيمان وأهل الكفر ، وأهل الحق وأهل الباطل ، فقال - سبحانه - : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْهِهِ أهدى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) .والمُكِب : هو الإِنسان الساقط على وجهه ، يقال : كبَّ فلان فلانا وأكبه ، إذا صرعه وقلبه بأن جعل وجهه على الأرض . . فهو اسم فاعل من أكب .وقوله : ( أهدى ) مشتق من الهدى ، وهو معرفة طريق الحق والسير فيها ، والمفاضلة هنا ليست مقصودة ، لأن الذى يمشى مكبا على وجهه ، لا شئ عنده من الهداية أو الرشد إطلاقا حتى يفاضل مع غيره ، وفيه لون من التهكم بهذا المكب على وجهه .و " السوى " هو الإِنسان الشديد الاستواء والاستقامة ، فهو فعيل بمعنى فاعل .ومنه قوله - تعالى - حكاية عما قاله إبراهيم - عليه السلام - لأبيه - : ( ياأبت إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ العلم مَا لَمْ يَأْتِكَ فاتبعني أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً )أى : مستويا .قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْهِهِ أهدى . . . ) : هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر ، فالكافر مثله فيما هو فيه ، كمثل من يمشى مكبا على وجهه ، أى : يمشى منحنيا لا مستويا على وجهه ، أى : لا يدرى أين يسلك ، ولا يكف يذهب ، بل هو تائه حائر ضال ، أهذا أهدى ( أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً ) أى : منتصب القامة ( عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) أى على طريق واضح بين ، وهو فى نفسه وهو فى نفسه مستقيم وطريقه مستقيمة .هذا مثلهم فى الدنيا ، وكذلك يكونون فى الآخرة ، فالمؤمن يحشر يمشى سويا على صراط مستقيم . . وأما الكافر فإنه يحشر يمشى على وجهه إلى النار . .وروى الإِمام أحمد عن أنس قال : " قيل يا رسول الله ، كيف يحشر الناس على وجوههم؟ فقال : " أليس الذى أمشاهم على أرجلهم قادرا على أن يمشيهم على وجوههم "وقال الجمل : هذا مثل للمؤمن والكافر ، حيث شبه - سبحانه - المؤمن فى تمسكه بالدين الحق ، ومشيه على منهاجه ، بمن يمشى فى الطريق المعتدل ، الذى ليس فيه ما يتعثر به . .وشبه الكافر فى ركوبه ومشيه على الدين الباطل ، بمن يمشى فى الطريق الذى فيه حفر وارتفاع وانخفاض ، فيتعثر ويسقط على وجهه ، وكلما تخلص من عثرة وقع فى أخرى .فالمذكور فى الآية هو المشبه به ، والمشبه محذوف ، لدلالة السياق عليه . .وبذلك نرى هذه الآيات الكريمة قد لفتت أنظار الناس إلى التفكر والاعتبار ، ووبخثت المشركين على جهالاتهم وطغيانهم ، وساقت مثالا واضحا للمؤمن والكافر ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة .
Social Share
Share With Social Media
Or Copy Link
Be our beacon of hope! Your regular support fuels our mission to share Quranic wisdom. Donate monthly; be the change we need!
Be our beacon of hope! Your regular support fuels our mission to share Quranic wisdom. Donate monthly; be the change we need!
Are You Sure you want to Delete Pin
“” ?
Add to Collection
Bookmark
Pins
Social Share
Share With Social Media
Or Copy Link
Audio Settings