Surah Al Jathiyah Tafseer
Tafseer of Al-Jathiyah : 17
Saheeh International
And We gave them clear proofs of the matter [of religion]. And they did not differ except after knowledge had come to them - out of jealous animosity between themselves. Indeed, your Lord will judge between them on the Day of Resurrection concerning that over which they used to differ.
Waseet Tafseer
Tafseer 'Waseet Tafseer' (AR)
ثم بين - سبحانه - نعمة أخرى من النعم التى أنعم بها على بنى إسرائيل فقال : ( وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأمر ) والبينات جمع بينة ، وهى الدليل الواضح الصريح . و ( مِّنَ ) بمعنى فى .أى : وأعطيناهم - فضلا عن كل ما سبق - دلائل واضحة ، وشرائع بينة تتعلق بأمر دنيهم ، بأن فصلنا لهم الحلا والحرام ، والحسن والقبيح ، الحق والباطل ، فصاروا بذلك على علم بشريعتهم ، بحيث لا يخفى عليهم شئ مما اشتملت عليه من أوامر أو نواهى ، أو حلال أو حرام .فالمقصود من هذه الجملة الكريمة أن الله - تعالى - قد أعطاهم شريعة واضحة لا غموض فيها ولا التباس ، ولا عوج فيها ولا انحراف .بل إن شريعتهم قد أخبرتهم عن طريق رسلهم بمبعث النبى - صلى الله عليه وسلم وبوجوب إيمانهم به عند ظهوره ، ومن ذلك قوله - تعالى - : ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ يابني إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التوراة وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمه أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بالبينات قَالُواْ هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ )ثم بين - سبحانه - الموقف القبيح الذى وقفه بنو إسرائيل من نعم الله عليهم فقال ( فَمَا اختلفوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ العلم بَغْياً بَيْنَهُمْ ) .والبغى : تجاوز الحق إلى الباطل فى كل شئ . يقال بغت المرأة إذا أتت ما لا يحل لها . وبغى فلان على فلان إذا اعتدى عليه ، ومنه قوله - تعالى - : ( فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا على الأخرى فَقَاتِلُواْ التي تَبْغِي حتى تفياء إلى أَمْرِ الله ) والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال أو الأوقات ، وقوله : ( بَغْياً ) مفعول لأجله .أى : أن بنى إسرائيل أنعمنا عليهم بتلك النعم الدينية والدنيوية ، فما اختلفوا فى أمور دينهم التى وضحناها لهم ، إلا عن علم لا عن جهل ، ولم يكن خلافهم فى حال من الأحوال إلا من أجل البغى والحسد فيما بينهم ، لا من أجل الوصول إلى الحق .فأنت ترى أن الجملة الكريمة توبخ إسرائيل توبيخا شديدا ، لأنها بينت أن خلافهم لم يكن عن جهل ، وإنما كان عن علم ، والاختلاف بعد العلم بالحق أقبح وأشنع ، وأن اختلافهم لم يكن من أجل الوصول إلى الحق ، وإنما كان سببه البغى والحسد .فهم قد اختلقوا فى الحق مع علمهم به ، لأن العلم كالمطر ، لا تستفسيد منه إلا الأرض الطيبة النقية ، وكذلك لا يستفيد من العلم إلا أصحاب النفوس الصافية ، والقلوب الواعية . . . وعندما يستولى عليها الهوى ، تحول المقتضى إلى مانع .ورحم الله الإِمام الرازى فقد قال عند تفسيره لهذه الآية ما ملخصه : والمقصود من هذه الجملة ، التعجب من أحوالهم ، لأن حصول العلم يوجب ارتفاع الخلاف . وها هنا صار مجئ العلم سببا لحصول الاختلاف ، وذلك لأنهم لم يكن مقصودهم من العلم نفس العلم ، وإنما المقصود منه طلب الرياسة والبغى .وقوله - تعالى - : ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بِيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة ) بيان لحكم الله العادل فيهم .أى : إن ربك - أيها الرسول الكريم - يقضى بين هؤلاء المختلفين يوم القيامة ، بقضائه العادل ، بأن ينزل بهم العقاب الذى يستحوقنه بسبب ما كانوا يختلفون يوم القيامة ، بقضائه العادل ، بأن ينزل بهم العقاب الذى يستحقونه بسبب ما كانوا يختلفون فيه من أمر الدين ، الذى جعل الله أحكامه واضحة لهم ، ولا تحتمل الاختلاف أو التنازع .
Social Share
Share With Social Media
Or Copy Link
Be our beacon of hope! Your regular support fuels our mission to share Quranic wisdom. Donate monthly; be the change we need!
Be our beacon of hope! Your regular support fuels our mission to share Quranic wisdom. Donate monthly; be the change we need!
Are You Sure you want to Delete Pin
“” ?
Add to Collection
Bookmark
Pins
Social Share
Share With Social Media
Or Copy Link
Audio Settings