Surah Al Ahzab Tafseer
Tafseer of Al-Ahzab : 69
Saheeh International
O you who have believed, be not like those who abused Moses; then Allah cleared him of what they said. And he, in the sight of Allah, was distinguished.
Tanweer Tafseer
Tafseer 'Tanweer Tafseer' (AR)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)لما تقضى وعيد الذين يؤذون الرسول عليه الصلاة والسلام بالتكذيب ونحوه منالأذى المنبعث عن كفرهم من المشركين والمنافقين من قوله : { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة } [ الأحزاب : 57 ] حذر المؤمنين مما يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلمبتنزيههم عن أن يكونوا مثل قوم نَسبوا إلى رسولهم ما هو أذى له وهم لا يعبأون بما فيذلك من إغضابه الذي فيه غضب الله تعالى . ولما كان كثير من الأذى قد يحصل عن غفلةأصحابه عما يوجبه فيصدر عنهم من الأقوال ما تجيش به خواطرهم قبل التدبر فيما يحفّبذلك من الاحتمالات التي تقلعه وتنفيه ودون التأمل يترتب عليه من إخلالبالواجبات . وكذلك يصدر عنهم من الأعمال ما فيه ورطة لهم قبل التأمل في مغبة عملهم ،نبه الله المؤمنين كي لا يَقعُوا في مثل تلك العنجهية لأن مدارك العقلاء في التنبيه إلىمعاني الأشياء وملازماتها متفاوتة المقادير ، فكانت حَرية بالإِيقاظ والتحذير . وفائدة التشبيهتشويه الحالة المشبَّهة لأن المؤمنين قد تقرر في نفوسهم قبْح ما أوذي به موسى عليهالسلام بما سبق من القرآن كقوله : { وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } [ الصف : 5 ] الآية .والذين آذوا موسى هم طوائف من قومه ولم يكن قصدهم أذاه ولكنهم أهملوا واجبكمال الأدب والرعاية مع أعظم الناس بينهم . وقد حكى الله عنهم ذلك إجالاً وتفصيلاًبقوله : { وإذ قال موسى لقومه } الآية ( فلم يكن هذا الأذى من قبيل التكذيب لأجل قوله :{ وقد تعلمون أني رسول الله إليكم } والاستفهام في قوله : { لم تؤذونني } إنكاري ) . فكانتوجيه الخطاب للمؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم مراعى فيه المشابهة بين الحالين في حصولالإِذاية .فالذين آذوا موسى قالوا مرة { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا ههنا قاعدون } [ المائدة : 24 ]فآذوه بالعصيان وبضرب من التهكم . وقالوا مرة { أَتتَّخِذُنا هزؤا } [ البقرة : 67 ] فنسبوه إلىالطيش ولاسخرية ولذلك قال لهم { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } [ البقرة : 67 ] . وفيالتوراة في الإصحاح الرابع عشر من الخروج « وقالوا لموسى فإذا صنعت بنا حتى أخرجتنامن مصر فإنه خير لنا أن نخدُم المصريين من أن نموت في البرية » . وفي الإصحاجحالسادس عشر « وقالوا لموسى وهراون إنكما أخرجتمونا إلى هذا القفر لكي تميتا كل هذاالجمهور بالجوع » . وفي الحديث « إن موسى كان رجلاً حييّاً ستِّيراً فقال فريق من قومه : مانراه يستتر إلا مِن عاهة فيه . فقال قوم : به برص ، وقال قوم : هو آدر » ونحو هذا ، وكانقريباً من هذا قول المنافقين : إن محمداً تزوج مطلقة ابنه زيد بن حارثة .وقد دلت هذه الآية على وجوب توقير النبيء صلى الله عليه وسلم وتجنب ما يؤذيه وتلك سنةالصحابة والمسلمين وقد عرضَت فلتاتٌ من بعض أصحابه الذين لم يبلغوا قبلها كمالالتخلق بالقرآن مثل الذي قال له لما حَكَم بينه وبين الزُبير في ماء شراح الحَرّة : أنْ كانابنَ عمتِك يا رسول الله . ومثل التميمي خرفوص الذي قال في قسمَة مغانم حُنين : « هذهقسمة ما أريد بها وجه الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذافصبَر » .واعلم أن محل الشتبيه هو قوله : { كالذين آذوا موسى } دون ما فرع عليه من قوله :{ فبرأه الله مما قالوا } وإنما ذلك إدماج وانتهاز للمقام بذكر براءة موسى مما قالوا ، ولااتصال له بوجه التشبيه لأن نبيئنا صلى الله عليه وسلم لم يُوذَ إيذاء يقتضي ظهور براءته ما أوذي به .ومعنى « بَرَّأه » أظهر براءته عيَاناً لأن موسى كان بريئاً مما قالوه من قبل أن يؤذوهبأقوالهم فليس وجود البراءة منه متفرعة على أقوالهم ولكن الله أظهرها عقب أقوالهم فإِنالله أظهر براءته من التغرير بهم إذ أمرهم بدخول أريحا فثبّت قلوبهم وافتتحوها وأظهربراءته من الاستهزاء بهم إذ أظهر معجزته حين ذبحوا البقرة التي أمرهم بذبحها فتبين منقتل النفس التي ادّارأوا فيها .وأظهر سلامته من البرص والأدرة حين بدا لهم عرياناً لما انتقل الحجر الذي عليهثيابه . ومعنى : « برأه مما قالوا » برأه من مضمون قولهم لا من نفس قولهم لأن قولهم قدحصل وأوذي به وهذا كما سموا السُّبة القالة . ونظيره قوله تعالى : { ونرثه ما يقول } [ مريم : 80 ] ،أي ما دل عليه مقاله وهو قوله : { لأوتين مالاً وولداً } [ مريم : 77 ] أي نرثه مالهوولده .وجملة { وكان عند الله وجيهاً } معترضة في آخر الكلام ومفيدة سبب عناية اللهبتبرئته .والوجيه صفة مشبهة ، أي ذو الوجاهة . وهي الجاه وحسن القبول عند الناس . يقال :وجُه الرجل ، بضم الجيم ، وجاهة فهو وجيه . وهذا الفعل مشتق من الاسم الجامد وهوالوجْه الذي للإِنسان ، فمعنى كونه وجيهاً عند الله أنه مرضيّ عنه مقبول مغفور له مستجابالدعوة .وقد تقدم قوله تعالى : { وجيهاً في الدنيا والآخرة } في سورة [ آل عمران : 45 ] ،فضُمّه إلى هنا . وذكر فعل { كان } دال على تمكن وجاهته عند الله تعالى .وهذا تسفيه للذين آذوه بأنهم آذوه بما هو مبرأ منه ، وتنويه وتوجيه لتنزيه الله إياه لأنهمستأهل لتلك التبرئة لأنه وجيه عند الله وليس بخامل .
Social Share
Share With Social Media
Or Copy Link
Be our beacon of hope! Your regular support fuels our mission to share Quranic wisdom. Donate monthly; be the change we need!
Be our beacon of hope! Your regular support fuels our mission to share Quranic wisdom. Donate monthly; be the change we need!
Are You Sure you want to Delete Pin
“” ?
Add to Collection
Bookmark
Pins
Social Share
Share With Social Media
Or Copy Link
Audio Settings