Surah Al Isra Tafseer
Tafseer of Al-Isra : 71
Saheeh International
[Mention, O Muhammad], the Day We will call forth every people with their record [of deeds]. Then whoever is given his record in his right hand - those will read their records, and injustice will not be done to them, [even] as much as a thread [inside the date seed].
Tanweer Tafseer
Tafseer 'Tanweer Tafseer' (AR)
انتقال من غرض التهديد بعاجل العذاب في الدنيا الذي في قوله : { ربكم الذي يزجى لكم الفلك في البحر } إلى قوله : { ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا } [ الإسراء : 66 69 ] إلى ذكر حال الناس في الآخرة تبشيراً وإنذاراً ، فالكلام استئناف ابتدائي ، والمناسبة ما علمتَ . ولا يحسن لفظ ( يومَ ) للتعلق بما قبله من قوله : { وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً } [ الإسراء : 70 ] على أن يكون تخلصاً من ذكر التفضيل إلى ذكر اليوم الذي تظهر فيه فوائد التفضيل ، فترجح أنه ابتداء مستأنف استئنافاً ابتدائياً ، ففتحة { يوم } إما فتحة إعراب على أنه مفعول به لفعل شائع الحذف في ابتداء العبر القرآنية وهو فِعل «اذكر» فيكون { يوم } هنا اسمَ زمان مفعولاً للفعل المقدر وليس ظرفاً .والفاء في قوله : { فمن أوتي } للتفريع لأن فعْل ( اذكر ) المقدر يقتضي أمراً عظيماً مجملاً فوقع تفصيله بذكر الفاء وما بعدها فإن التفصيل يتفرع على الإجمال .وإما أن تكون فتحته فتحةَ بناء لإضافته اسم الزمان إلى الفعل ، وهو إما في محل رفع بالابتداء ، وخبره جملة { فمن أوتي كتابه بيمينه }. وزيدت الفاء في الخبر على رأي الأخفش ، وقد حكى ابن هشام عن ابن بَرهان أن الفاء تزاد في الخبر عند جميع البصريين ما عدا سيبويه؛ وإما ظرف لفعل محذوف دل عليه التقسيم الذي بعده ، أعني قوله : { فمن أوتي كتابه بيمينه } إلى قوله : { وأضل سبيلاً }. وتقدير المحذوف : تتفاوت الناس وتتغابَن . وبُيّن تفصيل ذلك المحذوف بالتفريع بقوله : { فمن أوتي كتابه } الخ .والإمام : ما يؤتم به ، أي يُعمل على مِثل عمله أو سيرته . والمراد به هنا مبين الدين : من دين حق للأمم المؤمنة ومن دين كفر وباطل للأمم الضالة .ومعنى دعاء الناس أن يُدعى يا أمةَ فلان ويا أتباعَ فلان ، مثل : يا أمة محمد ، يا أمةَ موسى ، يا أمة عيسى ، ومثل : يا أمة زَرادشت . ويا أمةَ برْهَما ، ويا أمةَ بُوذا ، ومثل : يا عبدة العزى ، يا عبدة بَعل ، يا عبدةَ نَسْر .والباء لتعدية فعل { ندعوا } لأنه يتعدى بالباء ، يقال : دعوته بكنيته وتدَاعَوا بِشعارهِم .وفائدة ندائهم بمتبوعيهم التعجيلُ بالمسرة لاتباع الهُداة وبالمساءة لاتباع الغُواة ، لأنهم إذا دُعوا بذلك رأوا متبوعيهم في المقامات المناسبة لهم فعلموا مصيرهم .وفرع على هذا قوله : { فمن أوتي كتابه بيمينه } تفريع التفصيل لما أجمله قوله : { ندعوا كل أناس بإمامهم } ، أي ومن الناس من يُؤتى كتابه ، أي كتاب أعماله بيمينه .وقوله : { فمن أوتي } عطف على مقدر يقتضيه قوله : { ندعوا كل أناس بإمامهم } أي فيؤتَوْن كتبهم ، أي صحائف أعمالهم .وإيتاء الكتاب باليمين إلهام صاحبه إلى تناوله باليمين . وتلك علامة عناية بالمأخوذ ، لأن اليمين يأخذ بها من يعْزم عملاً عظيماً قال تعالى :{ لأخذنا منه باليمين } [ الحاقة : 45 ] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً تلقاها الرحمان بيَمينه وكلتَا يديْه يَمين . . . " الخ ، وقال الشمّاخ:إذا ما رايةٌ رفعت لمجد...تلقاها عَرابة باليمين ... وأما أهل الشقاوة فيؤتَون كتبهم بشمائلهم ، كما في آية [ الحاقة : 25 ] { وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه }والإتيان باسم الإشارة بعد فاء جواب ( أما ) ، للتنبيه على أنهم دون غيرهم يقرؤون كتابهم ، لأن في اطلاعهم على ما فيه من فعل الخَير والجزاء عليْه مسرة لهم ونعيماً بتذكر ومعرفة ثوابه ، وذلك شأن كل صحيفة تشتمل على ما يسر وعلى تذكر الأعمال الصالحة ، كما يطالع المرء أخبار سلامة أحبائه وأصدقائه ورفاهة حالهم ، فتوفرُ الرغبة في قراءة أمثال هذه الكتب شنشنة معروفة .وأما الفريق الآخر فسكت عن قراءة كتابهم هنا . وورد في الآية التي قبلها في هذه السورة { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } [ الإسراء : 13 14 ].والظلم مستعمل هنا بمعنى النقص كما في قوله تعالى : { كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئاً } [ الكهف : 33 ] ، لأن غالب الظلم يكون بانتزاع بعض ما عند المظلوم فلزمه النقصان فأطلق عليه مجازاً مرسلاً . ويفهم من هذا أن ما يعطاه من الجزاء مما يرغب الناس في ازدياده .والفتيل : شبه الخَيط تكون في شق النواة وتقدم في قوله تعالى : { بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا } في سورة [ النساء : 49 ] ، وهو مثَل للشيء الحقير التافه ، أي لا ينقصون شيئاً ولو قليلاً جداً .
Social Share
Share With Social Media
Or Copy Link
Be our beacon of hope! Your regular support fuels our mission to share Quranic wisdom. Donate monthly; be the change we need!
Be our beacon of hope! Your regular support fuels our mission to share Quranic wisdom. Donate monthly; be the change we need!
Are You Sure you want to Delete Pin
“” ?
Add to Collection
Bookmark
Pins
Social Share
Share With Social Media
Or Copy Link
Audio Settings